الرحمة بالحيوانات ليست ترفاً بل مفياس إنسانيتنا الحقيقي!

١٧ يونيو ٢٠٢٥
فريق توتاكاتي
الرحمة بالحيوانات ليست ترفاً بل مفياس إنسانيتنا الحقيقي!



أصدقاء توتاكاتي


مرحبًا بك في مساحة نكتب فيها من أجل من لا يستطيعون الكتابة عن أوجاعهم… من أجل القطط التي تُظلم كل يوم، وتُترك في الشوارع بلا رحمة ولا مأوى. نشاركك اليوم مقالًا يمسّ القلب، لعلّه يوقظ الرحمة في النفوس، ويذكّرنا بأن الرحمة بالحيوان ليست ترفًا، بل مقياس إنسانيتنا الحقيقي.


ظلم القطط: حين يُدهس الحنان وتُجَوَّع الرحمة



في زوايا الشوارع، وتحت السيارات، وعلى الأرصفة الساخنة، تعيش القطط حياةً لا تشبه الحياة. تُطارد، وتُجَوّع، وتُحرَم من أبسط حقوق الأمان، فقط لأنها “قطط”. كم من قطة دهست بلا انتباه، وكم من أم قُتلت وتركت خلفها صغارًا يتضورون جوعًا، لا أحد يسمع أنينهم ولا أحد يشعر بعطشهم أو خوفهم.


القطط ليست مجرد كائنات تتسلل بين الأقدام أو تصعد على الأسوار، إنها أرواح، فيها إحساس، أمومة، واحتياج. تلك القطة التي طردتها أو أذيتها أو دهستها دون اكتراث، كانت ربما أمًا ترضع، أو تبحث عن لقمة لصغير ينتظرها خلف الجدار. نحن لا نرى الصورة كاملة حين نؤذي، لكن الله يراها، والكون لا ينسى.


الظلم لا يمر دون أثر. يقول النبي ﷺ: “دخلت امرأة النار في هرة حبستها، لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض”. فكيف بمن يقتل أو يتعمد الأذى؟ الأذى لا يُمحى، والرحمة التي نمنعها عن الحيوانات تعود علينا قسوة في حياتنا، وتعاسة في قلوبنا.


أي ذنبٍ ارتكبه هذا الحيوان ليُطارَد أو يُعذَّب؟ كل ما يطلبه مكان آمن، طعام يسد الجوع، ونظرة حنان لا ركلة ظالمة ولا صراخ فاحش في السوء. مسؤوليتنا كبشر ليست فقط تجاه بعضنا، بل تجاه كل مخلوق ضعيف لا يملك حيلة ولا لسانًا يشكو به.


وكم من “قطط” في الأزقة كان من الممكن أن تُنجى بكوب ماء، أو ملجأ صغير، أو حتى بكلمة لطيفة. الرحمة لا تُكلف شيئًا، لكن قسوتنا تدفع الأرواح ثمنًا باهظًا.


فلنكن رحماء، لا لنكسب رضا الناس، بل لنسعى إلى رضا الخالق. فكل فعل نفعله مع هذه الأرواح يسجَّل، وكل ظلمٍ يقع عليها يرتدّ على من اقترفه.


فريق توتاكاتي